شات جي بي تي لا يملك قلبًا.. مخاوف من علاقات عاطفية بين الأطفال والروبوتات

مع انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التفاعلي مثل ChatGPT بين المستخدمين حول العالم بدأ الأطفال في استخدام هذه الأدوات لأغراض متعددة، تتراوح من التسلية إلى المساعدة في الدراسة، ولكن ما يثير القلق حاليًا هو تطور نوع جديد من الارتباط، وهو الروابط العاطفية التي ينشئها الأطفال مع برامج الذكاء الاصطناعي، وهو ما دفع مختصين نفسيين وتقنيين لإطلاق تحذيرات جدية بشأن هذا الأمر.
الذكاء الاصطناعي لا يملك مشاعر حقيقية
رغم أن البرامج مثل شات جي بي تي قد تبدو "لطيفة" أو "تفهم ما يريده الطفل" من خلال الردود المهذبة والذكية، فإنها في الحقيقة لا تملك مشاعر أو وعي، وهذه النماذج اللغوية مدرّبة على محاكاة الكلام البشري بطريقة تبدو حقيقية، لكنها لا تفهم الطفل كما يعتقد، ولا تبادله أي نوع من العاطفة، وهنا تكمن الخطورة، فبعض الأطفال يبدؤون في الاعتماد العاطفي على روبوت لا يمكنه تلبية احتياجاتهم النفسية بشكل إنساني حقيقي.
غياب التفاعل البشري وتأثيره على النمو العاطفي
عندما يبدأ الطفل بتفضيل التحدث إلى نموذج ذكاء اصطناعي بدلاً من البشر قد يتأثر نموه العاطفي والاجتماعي بشكل ملحوظ، والطفل يتعلم المشاعر والتعاطف من خلال المواقف الواقعية، التفاعل مع العائلة، الأصدقاء، والمعلمين، وليس من خلال محادثات رقمية مبرمجة مسبقًا، وإدمان التواصل مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى عزلة تدريجية، وتراجع القدرة على قراءة تعابير الوجه أو فهم الإشارات الاجتماعية في الواقع.
شركات الذكاء الاصطناعي لا تقدم بدائل آمنة تمامًا للأطفال
رغم أن بعض شركات الذكاء الاصطناعي تحاول وضع قيود عمرية أو سياسات حماية، إلا أن غالبية النماذج مثل ChatGPT لا تملك ضمانات حقيقية للحد من هذه العلاقة النفسية، والبرامج غير مصممة لمعالجة العواطف، ولا تفهم السياق العائلي أو مشكلات الطفل العميقة، وبالتالي فإن أي "مواساة" تقدمها هي ردود تلقائية قد تكون مضللة أو غير مناسبة.
دور الأهل في المراقبة والتوجيه
الوقاية من هذا النوع من التعلق تبدأ من البيت، ويجب على الأهل إدراك أن الطفل ليس فقط يستخدم الذكاء الاصطناعي لأداء الواجبات أو اللعب بل قد يتطور الأمر إلى استخدامه كـ"رفيق صامت" يشعره بالاهتمام، ولذلك من الضروري مراقبة استخدام الطفل للتطبيقات، وتشجيعه على التواصل مع أقرانه، والحديث مع أشخاص حقيقيين، كما ينصح بمشاركة الطفل اهتماماته وتخصيص وقت للأسرة والأنشطة الجماعية التي تُعيد التوازن النفسي له.